فصل: فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة البروج:
{يبدئ} و{هو قرآن}، جلي.
{المجيد} قرأ الأخوان وخلف بخفض الدال والباقون برفعها.
{محفوظ} قرأ نافع برفع الظاء وغيره بخفضها. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة البروج:
قوله تعالى: {ذو العرش المجيد} يقرأ بكسر الدال وضمها فالحجة لمن قرأه بالخفض أنه جعله وصفا للعرش ومعنى المجيد الرفيع ودليله قوله تعالى: {رفيع الدرجات ذو العرش} والحجة لمن قرأه بالرفع أنه جعله نعتا لله عز وجل مردودا على قوله: {وهو الغفور الودود} المجيد ذو العرش فأخره ليوافق رؤوس الآي ودليله قوله: {إنه حميد مجيد} واما قوله: {بل هو قرآن مجيد} فلا خلاف في رفعه.
قوله تعالى: {في لوح محفوظ} إجماع القراء على قراءته بالخفض الا ما اختاره نافع من الرفع فيه والعلة في الوجهين كالعلة في المجيد. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

85- سورة البروج:
{ذو العرش المجيد15}
قرأ حمزة والكسائي {ذو العرش المجيد} بالخفض وقر الباقون بالرفع جعلوا صفة لـ: {ذو} والمجد هو الشرف فأسندوه إلى الله تعالى إذ كان أولى أن يكون من أوصافه ومن خفض فإنه جعله صفة للعرش وأنه أجراه مجرى قوله: {رب العرش الكريم} فوصف العرش بالكرم كما وصفه بالمجد.
{بل هو قرءان مجيد في لوح محفوظ}
قرأ نافع {في لوح محفوظ} بالرفع جعله نعتا للقرآن بل هو قرآن مجيد محفوظ في لوحه قال ومعنى حفظ القرآن أنه يؤمن من تحريفه وتبديله وتغييره فلا يلحقه في لك شيء. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة البروج:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[البروج: الآيات 1- 7]

{وَالسماء ذاتِ البروج (1) وَالْيوم الموعود (2) وَشاهِدٍ ومشهود (3) قتل أَصْحابُ الأخدود (4) النَّارِ ذاتِ الوقود (5) إِذْ هُمْ عليها قعود (6) وَهُمْ على ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شهود (7)}

.الإعراب:

(الواو) واو القسم {السماء} مجرور بالواو متعلق بفعل محذوف تقديره أقسم {النار} بدل اشتمال من الأخدود، {إذ} ظرف في محلّ نصب متعلق بـ: {قتل}، {ما} حرف مصدريّ، {بالمؤمنين} متعلق بـ: {يفعلون}.
والمصدر المؤوّل: {ما يفعلون..} في محلّ جرّ بـ: {على} متعلق بـ: {شهود}.
جملة: {(أقسم) بالسماء...} لا محلّ لها ابتدائيّة.. وجواب القسم محذوف تقديره: إنّ الجزاء لحقّ أو لواقع على الكافرين...
وجملة: {قتل أصحاب...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {هم عليها قعود} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {هم... شهود} في محلّ جرّ معطوفة على جملة: {هم عليها قعود}.
وجملة: {يفعلون...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).

.الصرف:

(2) {الموعود}: اسم مفعول من الثلاثيّ وعد، وزنه مفعول وهو يوم القيامة.
(4) {الأخدود}: اسم للشقّ في الأرض، وزنه أفعول بضمّ الهمزة وسكون الفاء والجمع أفاعيل.

.الفوائد:

- أصحاب الأخدود:
روي عن صهيب، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «كان ملك فيمن كان قبلكم، كان له ساحر، فلما كبر قال للملك: ابعث لي غلاما أعلمه السحر. وكان في طريق الغلام راهب، فقعد إليه فأعجبه كلامه. وكان يتأخر في الذهاب عن الساحر وفي الإياب عن أهله، فشكا ذلك للراهب، فقال له: قل للساحر: حبسني أهلي، وقل لأهلك:
حبسني الساحر، فبينما الغلام كذلك، إذ عرضت دابة قطعت الطريق، فأخذ الغلام
حجرا وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة، فماتت الدابة.
فقص ذلك على الراهب، فبشره بخير، وقال له: لقد أصبحت أفضل مني، وإنك ستبتلى، فلا تدلّ على وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص بإذن اللّه، ويداوي أمراض الناس، وكان جليس للملك أعمى، فجاءه بهدايا وقال له: هذه جميعها لك إن شفيتني فقال الغلام إنما يشفيك اللّه، فآمن به، فآمن جليس الملك، فدعا له فبرئ، فسأله الملك كيف شفي من مرضه، فقص عليه وقال له: شفاني اللّه.
قال الملك: وهل لك رب غيري، قال الجليس: ربي وربك اللّه، فلم يزل يعذبه الملك حتى دله على الغلام، ولم يزل يعذب الملك الغلام حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب، فطلب منه الرجوع عن دينه فأبى، فنشره من مفرقه حتى وقع شقّاه، ثم فعل بالجليس كذلك.
ثم دفع الملك الغلام إلى نفر، ووكلهم بطرحه من شاهق جبل فقال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك.
فقال له: ما فعل أصحابك، فقال: كفانيهم اللّه فدفعه إلى نفر فقال: اجعلوه في قرقور فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه، وإلا فألقوه في اليم. فقال: اللهم اكفينهم بما شئت وكيف شئت، فانكفأت بهم السفينة، فغرقوا. وجاء الغلام يمشي، فسأله الملك عن أصحابه، فقال: كفانيهم اللّه عز وجل. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. فقال: ما هو؟ قال: تجعل الناس في صعيد وأحد، وتصلبني على جذع نخل، ثم خذ سهما من كنانتي وقل باسم اللّه رب الغلام، ثم ارمني به، فعند ذلك تقتلني، ففعل الملك ذلك وضربه بالسهم قائلا: باسم اللّه رب الغلام، فوقع السهم في صدغه، فوضع الغلام يده مكان وقوع السهم، ثم مات. فقال الناس: آمنا برب الغلام. فقيل للملك: أ رأيت ما كنت تحذره قد واللّه نزل بك، فأمر الملك بشق أخدود أضرمت فيه النيران، فمن لم يرجع عن دينه ألقي في النار، فأتي بامرأة معها صبي لها، فتقاعست، فقال لها الغلام: يا أماه اصبري فإنك على الحق»
. هذا الحديث صحيح أخرجه مسلم.
قال ابن عباس: كان بنجران ملك من ملوك حمير، يقال له يوسف ذو نواس ابن شرحبيل بن شراحيل، في الفترة قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين سنة، وكان في بلاده غلام يقال له: عبد اللّه بن تامر، وكان أبوه يسلمه إلى معلم يعلمه السحر، وساق نفس الحديث السابق الذي رواه صهيب.
- حذف قد:
ذكر البصريون أن الفعل الماضي الواقع حالا لابد معه من (قد) ظاهرة، كقوله تعالى: {وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ} أو مضمرة كقوله تعالى: {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} أي {وقد اتبعك} {أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} أي قد حصرت.
وقال الجميع: حقّ الماضي المثبت المجاب به القسم أن يقرن باللام وقد، كقوله تعالى: {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا}. وقيل في قوله تعالى: {قتل أَصْحابُ الأخدود} في الآية التي نحن بصددها، إنه جواب القسم على إضمار اللام وقد جميعا أي (لقد قتل).

.[البروج: الآيات 8- 9]

{وَما نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الحميد (8) الَّذي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ شهيد (9)}.

.الإعراب:

(الواو) عاطفة {ما} نافية {منهم} متعلق بـ: {نَقَمُواْ} بتضمينه معنى عابوا {إلّا} للحصر {أن} حرف مصدريّ ونصب {باللّه} متعلق بـ: {يؤمنوا}، {الحميد} نعت ثان للفظ الجلالة.
جملة: {ما نَقَمُواْ} في محلّ جرّ معطوفة على جملة {هم.. شهود}.
وجملة: {يؤمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {إن}.
والمصدر المؤوّل {أن يؤمنوا} في محلّ نصب مفعول به لفعل {نَقَمُواْ}.
9- {الذي} موصول في محلّ جرّ نعت ثالث للفظ الجلالة، {له} متعلق بخبر مقدّم للمبتدأ {ملك}، (الواو) استئنافيّة {على كلّ} متعلق بـ: {شهيد}..
وجملة: {له ملك...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {اللّه... شهيد} لا محلّ لها استئنافيّة.

.البلاغة:

فن تأكيد المدح بما يشبه الذم: في قوله تعالى: {وَما نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الحميد}.
استثناء مفصح عن براءتهم عما يعاب وينكر بالكلية، على منهاج قوله:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ** بهن فلول من قراع الكتائب

فقد استثنى من صفة ذم منفية صفة مدح، وهذا ما يسمى تأكيد المدح بما يشبه الذم.

.[البروج: آية 10]

{إِنَّ الَّذينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عذاب جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عذاب الحريق (10)}.

.الإعراب:

(الفاء) زائدة لمشابهة الموصول للشرط (لهم) متعلق بخبر مقدّم للمبتدأ {عذاب} في الموضعين.
جملة: {إنّ الذين فتنوا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {فتنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {لم يتوبوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {فتنوا}.
وجملة: {لهم عذاب} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {لهم عذاب} (الثانية) في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.

.الصرف:

{الحريق}، اسم لحالة شبوب النار واشتعالها، واستعمل في الآية بمعنى الإحراق- أي إحراق الكافرين للمؤمنين- فهو اسم مصدر وزنه فعيل.

.[البروج: آية 11]

{إِنَّ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الكبير (11)}.

.الإعراب:

{لهم} خبر المبتدأ {جنّات}، {من تحتها} متعلق بـ: {تجري} بحذف مضاف أي من تحت أشجارها، والإشارة في {ذلك} إلى حيازة المؤمنين للجنّات {الفوز} خبر المبتدأ مرفوع.
جملة: {إنّ الذين آمنوا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {عملوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {آمنوا}.
وجملة: {لهم جنّات...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {تجري... الأنهار} في محلّ رفع نعت لـ: {جنّات}.
وجملة: {ذلك الفوز...} لا محلّ لها استئنافيّة.

.[البروج: الآيات 12- 16]

{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لشديد (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ ويعيد (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الودود (14) ذُو العرش المجيد (15) فَعَّالٌ لما يريد (16)}.

.الإعراب:

(اللام) المزحلقة للتوكيد (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة يبدئ، (الواو) عاطفة (اللام) زائدة للتقوية، (ما) موصول محلّه البعيد مفعول به للمبالغة فعّال..
جملة: {إنّ بطش ربّك لشديد} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّه هو يبدئ...} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {هو يبدئ...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {يبدئ...} في محلّ رفع خبر (هو).
وجملة: {يعيد...} في محلّ رفع معطوفة على جملة {يبدئ}.
وجملة: {هو الغفور...} في محلّ رفع معطوفة على جملة {هو يبدئ}.
وجملة: {يريد} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

.[البروج: الآيات 17- 18]

{هَلْ أَتاكَ حديث الجنود (17) فِرْعَوْنَ وثمود (18)}.

.الإعراب:

{هل} حرف استفهام للتقرير، {فرعون} بدل من الجنود مجرور، وفيه حذف مضاف أي جنود فرعون.
جملة: {هل أتاك حديث...} لا محلّ لها استئنافيّة.